Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com
Comments Off

.

من ديوان ملحمة جنين

قصيدة ملحمة جنين



ملحمة جنين

جنينُ عرِينٌ أنتِ .. أنتِ ملحمــــــــــــــــةٌ

شبابُكِ الغُرُّ هُــم أحفـــادُ مُعتصِــــــــــــــمِ

حيَّاكِ ربُّ الكونِ حيَّا اللهُ طولكَـــــــــــــرِمَ

وأْنعِم بغزَّةْ .. بأُمِّ المهْــــدِ بيتْ لَحِـــــــــمِ

ونابلسُ الأبيـَّةْ أبت أن تستكينَ..لـم تلـــن

رغمَ الجِراحِ ورغـمَ بالـغِ الألـــــــــــــــــمِ

جنيــنُ العــزِّ والمجـــدِ التَليـــــــدِ بَـــــدتْ

كالصخرةِ الصمَّاءِ استعصتْ على العَـــرِمِ

شبابُكِ الغُرُّ أُســـــودُ الوَغـــــى نفضـــــوا

غُبارَ الذُلِّ والخًــــذلانِ والسَــــقَـــــــــــــمِ

حملوا سلاحـــاً خفيفـــاً لا دُروعبـــــــــــهِ

لا طائرات أو راجمات تدُكُّ مواقعَ الخَصْمِ

لكنه غدا بإيمــــــــــــانِ فـِتيتــِنـــــــــــــــا

سِجيلاً من الواحـــــدِ القهَّـــارِ ذي النِقَـــمِ

هَبـُّوا إلى الهَيجـا بلا خـوفٍ ولا وَجَــــــلٍ

تنادَوا .. اللهُ أكبرُ صَدُّوا جَحفــلَ الضَيــــمِ

كأن حمزةَ والقـعـقـــــاعَ قـــــد بـــــــــرزا

على رأسِ جيشٍ مــــن الغُـــــرِّ مُنتظِـــــمِ

راموا الثـُريَّا فمـــــا لانــت عزيمتُهــــــــم

واسترخصوا العيشَ .. عيشَ الذُلِّ والعَدَمِ

نالوا الشهادةَ فــــي أسـمـــى معانيهـــــــا

وقدَّموا مَثـــــــلاً لكافــــــــــةِ الأُمــــــــــمِ

********

ماذا دَهانــــا بنــــــــي يعـــــــــــــــــــرُبْ؟

بل ماذا دَها أمـــَّـــةَ الإســــلامِ قاطِبــــــةً؟

هل ماتتْ ضمائرُنــــا .. ذابتْ حميـَّتـُنـــــا

من كَثْــــــــــــــــــــــــــــرةِ التُخَــــــــــمِ؟!

فلسطيـــــــــــــــــــــنُ تُسْبََــــــــــــــــــــى

والخنازيرُ دنَّســــــــــــــوا الأقصــــــــــى

وطيورُ الموتِ تُمطِــرُ البلْداتِ بالحِمَــــــمِ

دباباتُ صهيـــــــونَ تقتــــلُ .. تهــــــــدِمُ

تنشرُ الرُعبَ والفوضى في كلِّ زاويــــــةٍ

من ذاكَ المُخيَّــــــــــــــــــمِ الهَـــــــــــــرِمِ

أشلاءٌ هُنــــــــــــا ودِمـــــــــــاءٌ هنـــــاكْ

موتى وجرحـــــــــى هُنـــــــا وهنــــــــاكْ

وجزارُ صَبْرا يرقُصُ مزهــــوَّاً بلا نـــــدمِ

مساجدُنــــــــــــــــا .. مدارسُنــــــــــــــــا

سُوِّيتْ بالأرضِ عـــــــــــــن عَمَــــــــــــدٍ

والموتُ طالَ حتَّى مــن كـــــانَ بالرَحِـــمِ!

********

ماذا دَهانــــــــــــــا بنـــــــــــي يعــــــرُبْ

ماذا دَهانـــــــا أفضـــــــــــلَ الأمَــــــــــمِ؟

مليارٌ ونِصفٌ في بِقـاعِ الأرضِ مُنتَّشِـــــرٌ

ملياراتـُنا في بُنـــوكِ الغـــربِ بالـــــــرِزَمِ

شُعوبـُنا خرجـــتْ بالآلافِ هاتفــــــــــــةً:

الخِزيُ لإسرائيــــــــــلْ .. لأمريكــــــــــــا

تبــَّاً لمـُنهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزِمٍ

النصرُ للثوَّارِ والأحــــــــــــــــــــــــرارْ ..

المجدُ للشهداءِ في العلياءِ ..لصفوةِ الأُممِ

لكنـَّنا فورَ عودتــِنا .. وحتى قبلَ عودتــِنا

شرِبـنا (بيبسى) أمرِيكا .. (كولا) أمرِيكا

أكلنا (بيرقَر) أمرِيكا .. أكلَ الجائعِ النَّهِمِ!

فهل نسينـــــــــــا أم تناسينــــــــــــــــــــا

أم سرى السُـــــــــــــــــــــــــمُّ فينـــــــــــا

فماتت جـــــــذوةُ القِـيَـــــــــــــــــــــــــــمِ!

هل نسينا أن الكوكـــــا صـــــــــــــــاروخٌ

والبــِيفْ بيرقر لغــــــمٌ عنـــدَ صُهيـــــونَ

والبيبسى كولا وقودٌ لطــــائرِ الشـــــؤْمِ؟!

فهل بعدَ عطــــــــاءٍ مُـــــدَّ فـــي كـــــــرمٍ

نعودُ نَدُسُ السُــــــمَّ فــــــي الدَسَـــــــــمِ؟!

********

وفي كلِ شِبرٍ توطَّـــــنَ الحُـــــــــــــــبُّ ..

حُبُّ الـــــــــــذاتِ وا أسـفـــــــــــــــــــــي

فكيفَ يجدي الوخزُ بعدَ الذبحِ في الغـَنَمِ؟!

فوا معتصِماه .. أطلقتها ألفُ ألفُ حُــــرَّةٍ

ولكنْ لا صَهيـــلَ لخيـــلِ مُعتصِـــــــــــــمِ!

أئمتـُنا استنهضوا القـــومَ في كلِّ ناحيـــةٍ

فلا نهضَ القــــومُ ولا جــــادوا بــــــــدمِِ!

وهذي (الجزيرة) انبرت في كُلِّ ساعـــــةٍ

تـُعرِّي الجُرمَ بالتصــــويـــرِ والكَلِـــــــــــمِ

فبربِِ الكونِ مــاذا كـــــــان حالـُنــــــــــــا

وجنينُ ترزحُ تحتَ القصـــفِ والحِمَـــــمِ؟

مبارياتٌ هنا واحتـفــــــــالات هنــــــــــاكْ

وجُوقَةُ القومِ تعـــزفُ أروعَ النَـغـَـــــــــمِ!

أو نمدُّ الموائدَ فــي الحدائــقِ والفنــــادقِ

نمرحُ .. نشربُ .. نأكــلُ مثلمــا البَـهـَـــمِ!

أو نسافرُ فـــــــــوقَ المحيطــــــــــــــــاتِ

نمضي الإجازاتِ بلا كَــــــدَرٍ ولا هَـــــــمِّ!

وهمومُ أهلينا في فلسطينَ كالجبـــالِ بدت

ولا مجير لمستجيـــرٍ أو تحــتَ مُنهَـــــدِمِ

********

نفطـُنا ينسابُ نحـــو الغــــربِ مـــن أمـــدٍ

يغذِّى آلةَ القتلِ والترهــــيبِ والجُــــــــرْمِ

أسواقـــُنا أُغرِقــتْ بصُنـــــوفِ أمتـِعـــــةٍ

بفعلِ عولمةٍ فُرِضــت عـلـــــى الأمَـــــــمِ!

فبارت بـِضاعتــُنـــا .. ضاعـت هويتـُنــــا

فلا عرباً كما كنَّــــا ولا حـتــى كالعَجَـــــمِ!

أضعناك يا (مُروان) ..أدرنا الخدَّ للسجَّانْ

والشهادةُ جُرمٌ فــي قمـــــــــــةِ الشَـــــرَمِ

أين السبيلُ وهـــــــذا حـــــالُ أُمـَّتـِنــــــــا

كيفَ الخلاصُ لمستكينٍ خائـــــــرِ العَزْمِ؟!



ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/29/244095.html

من ديوان أسائل نفسى

قصيـدة أسـائل نفســى



أُسائلُ نفسي

أُسائلُ نفسي صباحَ مساءْ ...

وعندَ الهَجيعِ ووقتَ السُهادِ..

وحين يُجافي العيــونَ الكَـرى

وعنــدَ إنبِــــلاجِ الصبـــاحِ ..

ووقــــــتَِ الضُـحـــــــــــــــى

وفي كلِّ حينٍ يَهيمُ الفُــؤادُ ..

بعيـــــــــــداً حزينــــــــــــاً ..

إلى حيثُ تشـدو العصافيرُ ..

تطِـيرُ تُحلِّــقُ عـبــرَ الفضـــا

تُهدهِـــدُ الوطــــنَ الغالــي ..

الـقُـــــــرى والبَـــــــوادي ..

بأجنحـــةٍ كمـا القـوسْ قُـزَحْ

تُـداعــبُ وردَ الحُـقــــــولِ ..

وتختــالُ مـن طِيبِ الشَــــذى

تُشقْشِقُ تَعزِفُ لحناً جميلاً ..

تهدي الصباحاتِ أحْلى النَدى

فيرقصُ الكونُ إنتشاءً وحُبَّاً..

ويكسـو النفـوسَ كـلُّ الرِضـا

********

أُسـائلُ نفسي مِراراً مِراراً ..

نهــــــــــــاراً جِِهـــــــــاراً ..

إلــى أيـــنَ هــذا المســيرُ ..

وهذا الشقاءُ وهـذا النَــوى؟

عشرونَ عاماً ونَيفٌ مضى..

تِباعــــــــــــاً سِراعـــــــــاً ..

كما الطيف يغشى العُيـونَ ..

يَعْـدو يُسافـرُ في اللامُنتهَـى!

أو كـريــــــــــحٍ قويَّـــــــةْ ..

أطاحـــتْ بحـقــلِ الـورودِ ..

فـــي غَمضــــــةِ عـيـــــنٍ ..

وراحت تُزمجِرُ عبر َالمـدى!

فمن ذا يُكَفكِفُ دمعَ الحقولِ..

يُعيدُ الربيعَ..أريجَ الوُرودِ وحبَّاتِ الندى؟

فـيــــا وَيـــــــحَ قـلـبـــــي ..

علامَ الرحيلُ بعد الرحيـلِ ..

فوقَ السحابِ وعبرَ البحارِ..

وفــــوقَ أدِيـــمِ الثَــــــــرى؟

الـــى جُـــــــزُرٍ نائيــــاتٍ ..

تراءتْ لنا إبتداءً كمُزنِ السماءِ..

يُمَنِّي النفوسَ بفيضِ إرتـوا

فأسرَجْتُ خَيلي..تقدَّمتُ رَحْلي ..

ركـضـــــــــتُ بجِــــــــــدٍ ..

علِّــي أُحقِّــقُ حُـلـمَ الصِبــا

فكانَ السًرابُ يتلو السَرابَ..

مهما ركضــتُ .. دنـوتُ ..

وبان الزُلالُ قريباً .. شهياً يــروي الظما!

فمــا إرتـويتُ يقينـــــــــاً ..

رغم اللِهاثِ..وطُولِ البُعادِ..

ولا إستراحت خُيولي بعدَ الضَنى



ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/21/243385.html

جميع قصائد الشاعر عبد الرحمن هارون نُشرت تباعاً فى موقع دنيا الرأى >اضغط هنا<


Comments are closed.